تربيه الام لطفلها فى غياب الاب
يريد الطفل اهتمام المشترك من أمه وأبيه حتى ينمو بطريقة صحيحة وسليمة، لكى يعيش بأجواء عائلية حميمة تؤمّن له الاستقرار العاطفي والاجتماعي اللازم لبناء شخصيته المستقبلية. فإن غياب الأب عن المنزل لأسباب متعددة مثل السفر أو الانفصال أو الوفاة يشكل تحدّياً كبيراً بالنسبة إلى الأم من ناحية تربية الأطفال.
تربية الأم للأطفال
الأطفال الذين يعيشون في عائلة يغيب عنها الوالد يكونون أقل شجاعة وحباً للمغامرة من الأطفال الذين يعيشون مع والدهم، كما أنهم في الكثير من الأحيان يكونون مترددين، غير واثقين من أنفسهم، ولا يقدورون على اتخاذ القرارات الحازمة، وفي العديد من الأحيان ممكن أن يتوجّهوا في المستقبل نحو الإنحراف.
الأم لا تقدر بنفردها أن تربّي الطفل، وكذلك الذكر، بمفردها لأنها في الكثير من الأحيان لا تكون قادرة على السيطرة على سلوكه، فتبادر إما إلى تدليله بشكل زائد عن اللزوم أو تقسو عليه كثيراً حتى تسيطر على تصرفاته، خاصة إذا كانت تربّي أكثر من ولد واحد بمفردها.
التعامل مع الطفل في غياب والده
الخطوة الأولى هي محاولة فهم الطفل في العمق، ومعرفة أن التصرفات التي يقوم بها هي بمثابة تعبير عن غضبه بسبب غياب والده، وعن حاجته له وشعوره بالقلق. وهنا على المرأة أن تتصرّف بحكمة مع الطفل، أن تشجّعه على التعبير عن مخازفه وقلقه، وأن تؤكد له أنها موجودة لأجله وأنها تعطيه كل اهتمامها.
ومن الضروري أن تشجّع الأم في هذه الحالة طفلها على بناء العلاقات والصداقات في محيطه العائلي والاجتماعي بشكل يقوّي ثقته بنفسه ويعزز قدراته الاجتماعية.
ويجب أن تعرف الأم أنها لا يجب أن تبالغ في تدليل الطفل أو في القسوة عليه، بل أن تخلق علاقة حوار ومصارحة بينها وبينه، وأن تكون حازمة عند الخطأ، وحنونة طوال الوقت.
في حال السفر، من الضروري أن يكون الأب على تواصل يوميا مع أطفاله من خلال الصوت والصورة، كما أنه يجب أن يحرص على الحضور إلى المناسبات المهمّة، العائلية منها أو الخاصة بطفله، وفي حال الإنفصال، لا بد من أن يحافظ الوالد على علاقة طيبة مع طفله وأن يحرص على تمضية وقت جميل معه، وأن يحافظ الطرفان قدر الإمكان على صورة جيدة لبعضهما البعض في مخيلة الطفل بعيداً عن الخلاف والتجريح والاتهامات المتبادلة.