فى ذكراها 112من هى الأبولويةالتى يحتفل بها جوجل ؟

تصدرت اليوم الصفحة الرئيسيه لمحرك البحث  جوجل صوره الشاعرة الأبولويه جميله العلايلي ،إحتفاء بذكرى ميلادها 112فمن هى جميلة العلايلي ؟

فتاة الريف المتحضرة التي أوتيت موهبة الشعر خاصة والأدب عامة، فكل الأديبات والشاعرات من جيلها كن قاهريات أو مقيمات بالقاهرة، أما هي فكانت دقهلاوية لدرجة أنها كانت في البداية تجيء القاهرة زائرة أو مشاركة في الندوات الخاصة بالشعر والأدب، ثم تعود إلى المنصورة قبل أن تستقر بالقاهرة نهائياً"كما وصفها الكاتب حافظ محمود

ولدت جميلة فى العشرين من مارس ،في محافظة الدقهلية ،بمدينة المنصورةعام 1907،لم تستسلم جميلة لحياه الريف ،بل ظلت  ورا ء حلمها حتى تحقق وأصبحت الشاعرة الابولونية ،حيث كانت بداياتها الشعرية والأدبية فى مدرسة أبو لو ، أسست صالونها الأدبي فى المنصورة  ،ولكن شجعها كلا من الدكتور أحمد زكي أبو شادي - رائد أبولو - والدكتور إبراهيم ناجي وعلي الجندي والدكتور زكي مبارك والدكتور محمد مندور وصالح جودت وغيرهم من النقاد، على الانتقال من المنصورة إلى القاهرة للإقامة الدائمة.

فى عام1936أصدرت ديوانها الأول بعنوان "صدى أحلامي"وبعد أربعون عاما من هذا الديوان، أصدرت ديوانها الثاني والذى جمعت فيه بين الشعر الصوفي والإيماني بعنوان"صدى إيماني "فى عام 1976.

لم يتوقف عطاءها الشعري عند  هذه الدواوين، حيث أصدرت ديوان أخر بعنوان "نبضات شاعرة عام 1981،الذي قال عنة أبو شادي" قائلًا"هذه ثروة جديدة تُضاف إلى شعرنا العربي الحديثة، قوامها المثالية الروحيَّة العزيزة التي تجلّت، وما تزال تتجلى في آثار أخرى لجميلة العلايلي.. ولا ريب أنَّ هذا الفنَّ الزاخر لن يجدب معينه، ولن ينقطع فيضه، وقد يؤرخ له مستقبلاً بأفضل مما نحسنه نحن المعاصرين، ولو كنّا منصفين".

لم تكتف العلايلى بنظم الشعر ،وكتابة الدوواوين،بل اتجهت إلى كتابة المقالات،ونشرها من خلال مجلة "الأهداف "التي أساستها عام  1949مع زوجها سيد ندا؛ لنشرالقيم والمثل العليا، وتناول القضايا الأخلاقية، والحديث عن منزلة الأمومة.

اتجهت "جميلة "أيضا ًإلى نشرالعديد من الروايات الطويلة، التي تميزت بالمزج بين السرد القصصي ونظم الشعرمثل هندية، الراهبة، إحسان، تآلف الأرواح، الراعية، الناسك، جاسوسة صهيون، من أجل الله، بين أبوين.

اتخذت العلايلى من الأديبة مي زيادة قدوه لها حيث كانت صاحبة الفضل عليها فى تبني موهباتها الشعرية،وقد ذكرت العلايلى فى احدى كتابتها "أن مثلي الأعلى منذ وعيت في الأدب أديبة الشرق النابغة مي زيادة، مثلي الأعلى في كفاحي الاجتماعي والوطني زعيمة النهضة النسائية هدى هانم شعراوى. مثلي الأعلى في الشعر رائد الشعر الحديث ومؤسس جماعة أبولو الدكتور أحمد زكي أبو شادي، ورغم تأثّري بهؤلاء فقد كان لي أسلوبي الخاص في كل كفاح قمت به بإلهام من الله"

تميزت "جميلة "بأسلوبها الخاص فى كتابتهاللشعر،وكذلك الموضوعات التي تتناولها من خلاله ، على الرغم من تأثرها بالكثير من رواد الشعر الحديث ،حيث استخدمت فى شعرها ستخدمت وسائل التشبيه والاستعارة وتراسل الحواس، وجمعت في موسيقى أشعارها بين الاحتفاء بنهج المدارس المحافظة في مراعاة وحدة الأوزان والقوافي، وبين التجديد في الشكل الشعري والموسيقي باستلهام أنماط الموشحات والمسمطات والمربع والمزدوج، والإكثار من الشعر المقطعي مع تنويع القوافي.

وتناولت موضوعاتها في الشعر ،الطبيعة والحب، والشكوى والألم، والتأمل الفلسفي، والشعر الديني، والرثاء، وغيرها من الموضوعات .

وفى 11 من إبريل عام 1991،فقد  الشعر الشاعره الأبولوية،بعد أن قضت أخر حياتها على كرسي متحرك بسبب كسور أصابتها فى البيت،وتكاتلت عليها أمراض الشيخوخة ،وألام الروماتيزم،ولكنها ظلت تؤدى رسالتها وكانت كما قالت عن نفسها " أنا الأبية لا أبغي مهادنة.. إن الصراحة أقوالي وأفعالي.. القول أجمله ما كان أصدقـه.. وما أردت به تبديل أعمـالي"

ظلت العلايلى اسمها وتاريخها باق إلى الأن ، كواحده من اهم شعراء العصر الحديت ،وقد ناقش أحمد محمد الدماطي، بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، عن رسالته في دراسة حياة "جميلة" وشعرها، بعنوان: "جميلة العلايلي، حياتها وشعرها: دراسة فنيّة".

وتناولت تلك الدراسة كل ما يخص "العلايلي"، وأبرز الموضوعات في شعرها، حيث كانت الطبيعة والحب، والشكوى والألم، والتأمل الفلسفي، والشعر الديني، ثم الوطني والاجتماعي، وشعر الرثاء من أبرز الموضوعات في شعر جميلة.

وأوضحت الدراسة ما تمتعت به جميلة من جرأة أدبية في التعبير من مكنونات المرأة الشاعرة في أشعارها الوجدانية بصورة لا تتنافى مع العفاف الذي ينبغي للمرأة التحلي به.،وكانت هذه الدراسة ،من أهم الدراسات التى تناولت حياتها.