التعرف على التوحد والتحديات التي يواجها المريض
وتقول المهندسة ليلى الزامك، إنها أم لطفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ويعاني من مرض التوحد، وتعبر عن استيائها من العقبات التي تواجه الأسر التي لديها أطفال مصابون بالمرض في ظل جهل المجتمع بهم وبظروفهم الصعبة، خصوصًا وأنه بحسب الأطباء فإن التشخيص المبكر يؤدي إلى تحقيق نتائج جيدة في رحلة العلاج.
وأبرزت حديثها "هناك الكثير من الآمال التي نعلقها على وزارة الشئون الاجتماعية في دعم الأسر الفقيرة التي منحها الله أطفال مصابين بالمرض فتكاليف الدراسة والعلاج شاقة، وحتى الجمعيات المهتمة بالمرض قليلة في ظل تراجع اهتمام دور وزارة الصحة.
وتابعت حديثها "هناك عشرات المراكز الشهيرة والتي تقدم خدماتها للمصابين بمرض التوحد، لكنها بتكاليف باهظة الثمن لا يقدر عليها معظم العائلات".
وفي تصريح لها، كشفت الدكتورة مها عماد، مدير إدارة الأطفال بالأمانة العامة للصحة النفسية، عن أن نسبة انتشار مرض التوحد في مصر تصل إلى 1% وأن عدد المرضى وصل أخيرًا إلى 800 ألف مريض.
وأكدت أن الأمانة تستقبل العديد من المرضى، وأنه لا يوجد سبب محدد للإصابة بالمرض، كما أن العلاج الأمثل هو التوعية بالمرض وكيفية التعامل مع المرضى، وأكدت على أن هناك تزايدا في الحالات المكتشفة لمرضى التوحد خلال الفترة الأخيرة وذلك يعود إلى زيادة الوعي بالمرض والتأكد من أن أعراضه ليست مجرد تخلف عقلي، على حد قولها.
وشددت على ضرورة توحيد جهود جميع الهيئات الحكومية والجمعيات الأهلية لتقديم الخدمات الطبية للمرضى، وزيادة عدد المراكز التأهيلية في مختلف المحافظات، كما طالبت بضرورة توافر العلاج الخاص بهم، حيث إنه مكلف للغاية ولا يستطيع جميع أهالي المرضى توفير.
"الصحة": نعمل على التشخيص المبكر وتوفير مراكز علاجية وأصدرت وزارة الصحة بيانًا في وقت سابق، أكدت خلاله أنها تقدم عددًا من الخدمات للأطفال المصابين بالتوحد من خلال برنامج الصحة النفسية بالتعاون مع الحكومة الفنلندية في محافظات القاهرة وحلوان وأسيوط وبورسعيد والإسكندرية والقليوبية. وأوضحت أن هذه الخدمات تتمثل في توفير التشخيص المبكر والعلاج السلوكي ومنه العلاج باللعب الفردي والجماعي فضلا عن العلاج الدوائي على يد متخصصين من أطباء وأخصائيين نفسيين واجتماعيين، إلى جانب استحداث مركز علاج متخصص في طب نفس الأطفال بمستشفى العباسية للصحة النفسية وتم تصميمه علي يد خبراء دوليين في هذا المجال بحيث يحاكي المدرس لإعادة تأهيل الطفل المتوحد للتعامل مع اقرأنه في المراحل الدراسية، وكذلك تدشين المعهد العالي لدراسات الطفولة وهو معهد ملحق بجامعة عين شمس لتقديم خدمات التشخيص والعلاج الدوائي والتأهيل فضلا عن الحالات التي تعالج بمراكز القطاع الخاص والمراكز التابعة للجمعيات الأهلية.